قصة أختي عائشة


قصة : أختي عائشة




حنا كنا ثلاثة ديال البنات، معروفين فالدرب ببنات النكافة، مي كانت نكافة، معروفة فالمدينة بتاويلها، فالأول كانت غير طيابة فالحمام معروفة بوصفات الجمال والعناية بالجسم، ومن بعد حيت كانت كتعرف تطبل وتغني بداو العيالات يعيطولها للعراسات وليلات الحنة باش تحمي الطرح، من بعد ولات تحني للعروسة وتقادلها لباسها ويشاوروها فبزاف ديال الأمور، حتى فالطياب كانت عندها لمسة سحرية، كتعطيهوم العبار والقد اللي يوجدو ديال الماكلة والخبز والديسير وأمور ثانية، لقات الوالدة ديالي راسها كتحضر للعرس من طقطاق حتى للسلام عليكم، ايوا وقررات تولي نكافة كيف كيقولو، كيجيو عندها العيالات للحمام قبل العرس بمدة وكتشد العروسة كترقدها فدوك الخلطات دياولها حتى كيقرب العرس كتولي البشرة ديالها منتعشة ورطبة ووجها كيصفى من الحبوب، وشعرها كيولي رطب ومسبسب، وكتنسيها التوتر ديال العرس، من بعد كتوجد معاها لليلة الحنة تحنيلها وتغني وتحمي الطرح،

من بعد كيوصل العرس، كتطيب ليهوم وفالليل كتلبس العروسة وتبرزها، كانت الأم ديالي امرأة ونص، ولكن حنا مكناش ماشيين فطريقها، كنا كنعاونوها ونتعلمو الصنعة منها، تعلمنا نطرزو ونحنيو ونغنيو، ختي عائشة الكبيرة كانت ممتازة فالطرز الفاسي، كتصاوب الغطاوات ديال الطبالي وديال الصينية والغطا ديال بيت النعاس وديال العروسة والنفيسة، وختي الثانية نجية كانت فنانة فالحنة، كل مرة جايبة الجديد، وكانت ذواقة فالطبخ، أما أنا كنت كنحماق على الحلاوي، ملي كنت صغيرة كنت كناكل الحلوة بزاف، وكنت كنعقل على المذاقات ووليت كنعرف المقادير باش مصاوبين الحلاوي، ايلا جابو مالين العرس شي حلوة جديدة كندوقها وكنعطي لماما المكونات وهي كتصاوب بحالها، من بعد وليت كنعرف حتى شحال ديال الوقت بقات الحلوة فالفران أو واش العافية مجهدة ولا مهيلة، من بعد وليت أنا كنصاوب الحلوة ونبيعها ونوجدها للعراسات والسبوع وفالعيد, وايلا كانت شي عراضة عند الجيران كنمشي نعتقهوم.


وخا كنا معلمات فهاد المجال مبغيناش نمشيو مع الأم ديالنا فيه، كانو عندنا أحلام أخرى، كلنا بغينا نقراو، ماشي باش نخدمو ولكن باش نتعلمو ونوعاو، حيت القراية كتخليك انسان أفضل، كيولي عقلك عامر، مكتهدرش فالخوا الخاوي، كتولي مسؤول على هدرتك، الناس الأميين والجاهلين كتلقاهوم كيقولو هدرة وهوما براسهوم ممقتانعينش بيها، الثقافة كتخليك كتبغي الخير للناس، علاش؟ حيت كتقرا قصص ديال الناس، كتقرا آراء ديال الناس، كتولي تعرف باللي الناس كاملين عندهوم الحق، شنو مادارو راه عندو سبب، كتولي كتفهم الناس وكتعذرهوم، كيولي قلبك كبير، أنا وخواتاتي كانو عندنا أحلام مختلفة ولكن كولنا كنا كنتشاركو فحلم واحد: الزواج ديال ختي عائشة، أنا ونجية كنا كنتمناو وندعيو من قلبنا ختي عائشة تتزوج من ولد عمي حسن، باش تتحسن الحالة ديالها وترجع كيما كانت، تغني وتشطح فالعراسات، كانت كتبغيه من الصغر، ولات كتحماق عليه، ولات غير ساهية وكتفكر فيه،

ولات مريضة بيه، مبقاتش كتاكل ومبقاتش كتنعس وكتبقى النهار كامل وهي كتطرز، مكدير والو، كنحاولو معاها تتحرك تبدل بلاصتها تهز راسها تخرج تطل من السرجم ولكن والو، عقلها غير مع حسن، ايلا تحركات كتهز تصويرتو وتبقى كتشوف فيها وتبتسم،وكتغني: (يا فرنسا يعطيك كيّة خديتيلنا الشبان وخليتي الكبدة مشوية وطلعنا بابور، والبابور يطلع ويهوّد، مايعرفش يعوم) هي وعداتو غتبقا كتطرز حتى يرجع، هو مشا للغربة يخدم على والديه، الحمد لله مماتش ووصلنا خبارو بلي حي وخدام، وكيصيفط لمو الفلوس ومعاهوم برية لعائشة، ختي عائشة مكانت كتخبي علينا والو، كانت كتقرا الرسائل ديال حسن قدامنا، وأنا كنت قافزة وكما كنت كنعرف المقادير ديال الحلوة كنت كنعرف حتى المقادير ديال ديك الرسالة، كنت كنشم الريحة ديال الغدر فدوك الوراق، ولكن بقيت ساكتة كنطلب من الله نكون غالطة، ولكن داكشي اللي كان، فالصيف وصلات سيارة زوينة وكبيرة للدرب تابعينها الدراري الصغار بالجري والغوات، طليت من السطح شفت مرات عمي خرجات من الدار كتجري وكتزغرت وعرفت بلي حسن رجع من الغربة، هبطت للدار نقولها لختي، لقيتها طايرة بالفرحة وكتبكي، وجات كتعنقني وكتقولي رجع ياكي؟


لقيتها طايرة بالفرحة وكتبكي، وجات كتعنقني وكتقولي رجع ياكي؟ كنت عارفاها، رجعنا كنطلو بانت لينا واحد المرة معاه زعرة وملابساش بحالنا، فرنساوية طويلة ورقيقة، أنا غير شفتها عرفت شنو كاين ولكن عائشة بقات كتكذب عينيها وكتقول هديك هي صديقة حسن اللي عاودليها عليها، فالعشية هبطنا للدار ديال عمي نباركو الرجوع ديال حسن بالسلامة، ملي هبطنا ختي كانت قادات راسها ولكن حسن شاف فيها شوفات باردين، جلسنا وبدا كيسولنا واش لاباس علينا وكيخلط الهدرة مرة عربية مرة فرنساوية، وبدا كيعاود لينا على فرنسا والغربة، كلشي فهمتو وحتى ديك اللصقة اللي لاصقة فيه ديك الزعرة فهمتها، ولكن ختي عائشة مفهمتهاش علاش عمية لديك الدرجة، مفهمتش علاش حسن ولد الحرام حتى لديك الدرجة، سمح فحب ختي على قبل فرنساوية كتشوفو عروبي بغات غير تبدل بيه الروتين، بغات شوية ديال الوسخ، خلا ختي النقية والصافية ومشا عند الفرنساوية، فالعشية عيطاتلي مرت عمي نصاوب ليها الحلوة حيت غيبداو يجيو الناس يباركولها رجوع حسن من الخاريج، بقيت العشية كاملة فالكوزينة وديك الزعرة جالسة حدايا كتلعب فالعجينة وتنقب فاللوز، هزيت راسي سولت مرت عمي: خالتي خديجة، شكون هاد الزعرة وعلاش جات مع حسن،

سكتات شوية وبدات كتقلب على شي كذبة، أصلا حتى هي تفاجآت، راه كل شهر كيسيفط حسن برية لعائشة، وكيفاش مهدرش عليها ملي رجع وكملها جايب معاه هاد الفرانساوية، قالتلي: اه أبنتي، راه عزيز عليها المغرب وجابها دور، سكت مجاوبتهاش، طيبنا الحلوة وماسالينا حتى لنص الليل، جيت خارجة باش نطلع للدار سمعت شي توشويش طليت بانتلي عائشة وحسن كيهدرو، طلعت للدار كنتسناها تجي، ملي طلعات سولتها، مجوباتنيش وبدات كتبكي، من بعد قالتلي بلي حسن تزوج بديك الزعرة، قلتليها راه كنت حاسة بلي هو غيسمح فيك وهو مكيبغيكش، غوتات عليا قالتلي: سكتي، هو كيبغيني، راه تزوجها غير باش يرجع للمغرب، تزوجها غير على قبل الأوراق، تمنيت نشدها نعضها فديك اللحظة على البلادة ديالها، ولكن قلتليها يكون خير، وبصح كان خير، بداو الناس كسجيو يباركو لحسن الرجوع من الغربة وبطبيعة الحال زواجو، وأنا وخواتاتي كنتسخرو على الضياف بحال شوية ديال الهم، ختي عائشة بقات مخشية فالفران فالسطح مبغات تشوف حد، وختي نجية كانت مقابلة الطياب كل مرة كتقولي والله وكان مجات حشومة حتى نكثر الجوزة وندوخ بنادم ونخرجليهوم على هاد الحفلة، وأنا كنت خفيفة بحال الفراشة كنتسخر على الناس، وقيالة طالعة هابطة فالدروج، شافني واحد الشاب وحتى أنا شفتو وتمنيتو لختي عائشة، قالي بلي بغا يصلي وملقاش شي بلاصة، قلتلو ايلا تبغي يلاه تصلي فالسطح، أما الفوق راه عامر بالعيالات، تبعني للسطح، وغير شاف ختي عائشة تلف على القبلة،


ومع هي كانت كتطيب الخبز كانت شاعلة فيها العافية وحناكها مزنكين بالسخونية، ولاو عينيها زوينين ولات بحال شي فرانساوية ههه، هبطت وأنا كندعي ياربي تاوي القلوب، دازت 15 يوم، ولد عمي حسن رجع فحالو لفرنسا، وقبل ميمشي شد ختي عائشة سخسخها ووراها وجهو الحقيقي، بقات ختي موراه فالمغرب كتبكي وتنوح على حبيبها اللي حلات عليه عينيها، وغير شاف الزعرة نسى شحال من سطر كتبلها وشحال حلفلها بلي غيبقى معاها العمر كلو، ختي من بعد خطبها هداك السيد اللي شافها فالسطح، وأنا ضغطت عليها تقبل وقلتليها بلي كيبغيها، قطعات تصاور حسن ورسائلو وقبلات غير باش تنسى حسن وداكشي اللي دارليها، قبلات حيت عرفات راسها شحال كانت بليدة وبلي كان خاصها اللي يضربها شي ضربة باش تفيق من أحلامها، تزوجات عائشة واكتشفات بلي هي معمرها بغات حسن حيت داكشي اللي كتحس بيه مع راجلها كبير بزااااف على حسن ومشاعرو، أما ولد عمي حسن، الزغبي تسحابتليه يقدر يلعب حتى بالفرانساوية، حصلاتو كيخونها وطلقاتو، ورجع للمغرب، دبا بلا تزغريت ولا فريع الراس سمعتو كيعاود هادشي لمو، شوية سولها على عائشة، قبل ماتجاوبو ناض باش يطلع لعندنا للدار، وقفت فطريقو وقلتلو ختي عائشة تزوجات، وراها بدارها دبا، معندكش علاش تحشم؟ مزال كتجبد سميت ختي على لسانك،سخسختو مزيان، حنا راسو ورجع فحالو للدار، ودبا ولا ولد عمي حسن كيبيع الخردة ديال الخاريج فالجوطية حيت هديك هي الحاجة الوحيدة اللي قدر يجيب من تما، الخردة. ختي عائشة تبعات المسار ديال ماما، أو ولات حتى هي نكافة، أو ولات كتنافس ماما فالسوق وأنا كنت بيناتهوم كل مرة كنسرق المقادير لوحدة فيهوم. أنا كملت قرايتي أو وليت مثقفة، وليت كاتبة مشهورة، كنكتب القصص والمقالات كنحاول نوعي الناس ونخليهوم يتعلمو من تجارب الناس الثانيين.

النهاية

هنا يمكنك وضع نبدة هنك

شارك هدا

المزيد من المواضيع