قصة الطالب فوزي


قصة الطالب فوزي



يوم السبت بالعشية "لافاك" كاتكون خاوية وماكاين مايدار فيها، حتى أنا براسي ماعرفتش أش جابني ليها، كنت زعما ناوي نجي نحضر واحد المحاضرة وندير فوطوكوبي لشي دروس فاتوني، ساعا الأستاذ ماجاش وحتى من المكتبة مسدودة. قلت مع راسي جيت ساعا جيت نمشي ندخل شي مدرج نراجع شوية خصوصا وأن فترة الإمتحانات مابقا ليها والو باش تبدا.
دخلت المدرج رقم 3 وجلست في القدام حدا الباب باش اللي دخل واللي خرج نشوفو. جبدت شي دروس وبديت كانراجع فيهوم ولكن ماقدرتش نراجع على خاطري، حيت كولشي الطلبة اللي كانوا في ذاك المدرج كايهضرو وكايضحكو مع بعضياتهوم وكايديرو ليا الضجيج فراسي، وأنا كانبغي "الكالم" والهدوء باش نقدر نراجع.

هزيت البورطابل وطليت على الفايسبوك بانت ليا واحد البنت "أونلاين" وبديت كانهضر معاها واخا ماعنديش معاها بزاف لكن بغيت غير ندوز بيها الوقت قبل مانرجع للدار. الوقت كايدوز ثقيل وبديت كانشعر بالملل، وحتى الدراري صحابي حتى حد فيهوم ما بان هاذ العشية، جمعت أوراقي وحطيتهم في الملف وبغيت نخرج من الباب، لكن في نفس اللحظة واحد البنت جاية من الجنب حتى هي بغات تخرج، والباب صغير مايقدرش يدوز جوج ديال الناس في دقة وحدة، وقفت وخليتها هي اللي دوز الأول بحال ذاكشي ديال الأفلام الأمريكية. شافت فيا شوفة خجولة وتبسمت ولكن في نفس الوقت عجبها الحال وقالت ليا "ميرسي" وحتى أنا عجبني راسي لأنني وليت للحظات "جنتل مان".

عجبتني ريحة "كوكو شانيل" اللي شميتها فيها فاش دازت من حدايا، بحالها شريتها لجيهان اللي كنت مصاحب معاها بمناسبة عيد الميلاد ديالها هاذي عامين، على الأقل ماشي بحال ذوك الروايح ديول 50 درهم اللي كايديرو شي بنات، ماكرهتش نعيط ليها ذيك ساعة ونسولها على سميتها أو على الأقل نعرف فين كاتقرا، وماعرفتش علاش جاتني ذيك الرغبة باش نتعرف عليها، واش غير حيت دايرة نفس الريحة ديال جيهان، أو لأنها زوينة، ماعرفتش. لكن في نفس الوقت أنا ماشي من ذاك النوع ديال الدراري اللي كاينقزو على أي حاجة تحركت قدامهوم، وحتى في ذاك الموقف ماجاتش نعيط على بنت أول مرة كانشوفها ونسولها، وحتى هي مشات في الإتجاه المعاكس اللي كنت غادي ليه أنا.

دزت المكتبة اللي كاينة في "لافاك" طليت عليها لعل وعسى تكون تحلات ولقيتها محلولة، شريت شي مراجع من عندهوم وخرجت فحالي راجع للدار، مشيت مباشرة لبلاكة ديال الطوبيس وماغاديش تخيلوا شكون اللي لقيتو واقف كايتسنا تما.

هزيت البورطابل وطليت على الفايسبوك بانت ليا واحد البنت "أونلاين" وبديت كانهضر معاها واخا ماعنديش معاها بزاف لكن بغيت غير ندوز بيها الوقت قبل مانرجع للدار. الوقت كايدوز ثقيل وبديت كانشعر بالملل، وحتى الدراري صحابي حتى حد فيهوم ما بان هاذ العشية، جمعت أوراقي وحطيتهم في الملف وبغيت نخرج من الباب، لكن في نفس اللحظة واحد البنت جاية من الجنب حتى هي بغات تخرج، والباب صغير مايقدرش يدوز جوج ديال الناس في دقة وحدة، وقفت وخليتها هي اللي دوز الأول بحال ذاكشي ديال الأفلام الأمريكية. شافت فيا شوفة خجولة وتبسمت ولكن في نفس الوقت عجبها الحال وقالت ليا "ميرسي" وحتى أنا عجبني راسي لأنني وليت للحظات "جنتل مان".عجبتني ريحة "كوكو شانيل" اللي شميتها فيها فاش دازت من حدايا، بحالها شريتها لجيهان اللي كنت مصاحب معاها بمناسبة عيد الميلاد ديالها هاذي عامين، على الأقل ماشي بحال ذوك الروايح ديول 50 درهم اللي كايديرو شي بنات، ماكرهتش نعيط ليها ذيك ساعة ونسولها على سميتها أو على الأقل نعرف فين كاتقرا، وماعرفتش علاش جاتني ذيك الرغبة باش نتعرف عليها، واش غير حيت دايرة نفس الريحة ديال جيهان، أو لأنها زوينة، ماعرفتش. لكن في نفس الوقت أنا ماشي من ذاك النوع ديال الدراري اللي كاينقزو على أي حاجة تحركت قدامهوم، وحتى في ذاك الموقف ماجاتش نعيط على بنت أول مرة كانشوفها ونسولها، وحتى هي مشات في الإتجاه المعاكس اللي كنت غادي ليه أنا.دزت المكتبة اللي كاينة في "لافاك" طليت عليها لعل وعسى تكون تحلات ولقيتها محلولة، شريت شي مراجع من عندهوم وخرجت فحالي راجع للدار، مشيت مباشرة لبلاكة ديال الطوبيس وماغاديش تخيلوا شكون اللي لقيتو واقف كايتسنا تما.

مشيت مباشرة لبلاكة ديال الطوبيس وماغاديش تخيلوا شكون اللي لقيتو واقف كايتسنا فيها. آه والله حتى هي واقفة بوحدها، كان كايسحابلي أنني ماغاديش نشوفها مازال خصوصا وأن لافاك كبيرة بزاف والطلبة بالآلاف، واللي شفتيه اليوم صعيب تعاود تشوفو غدا. شافتني من بعيد جاي قاطع الشانطي جاي لجيهتا، دارت راسها بحالا ماشافتنيش وحتى أنا فاش قربت ليها دورت وجهي للجهة الأخرى وعاوتاني شميت عطر "كوكو شانيل" اللي دايرة، تخطيتها بشي 3 أمتار ووقفت وراها تحت واحد الشجرة.

بديت كانشوف ونتأمل فيها على راحتي لأنها عاطياني بالظهر، لبسها أنيق ولكن في نفس الوقت مثير وكايبين تفاصيل الجسم ديالها، شعرها كحل ولامع وطويل، البشرة ديالها بيضاء وكاتبان ناعمة، وحتى عنقها طويل وفصالتها زوينة بحال شي عارضة أزياء، والأمر اللي عجبني أكثر أن الشعار ديال ريال مدريد الفرقة ديالي المفضلة مطروز في الجيب اللوراني ديال سروالها، ودغيا بديت كانتخيل راسي جالس معاها كانتفرجو فشي ماتش ديال الريال لأن جميع البنات اللي عرفتهوم من قبل يا إما بارصاويات يا إما ماعندهومش مع الكورة. شوية وبدون سابق إنذار وهي تغفلني وتلفتات بالزربة لجيهتي ولقاتني مهبط عيني جيهة الجسم ديالها، واخا أنني فذيك اللحظة كنت غير كانفكر، شعرت بالإحراج من ذاك الموقف ودورت وجهي بالزربة للجهة الأخرى، وبديت كانضحك من هاذ الموقف.

دازت من بعدها 2 دقائق تقريبا، بان ليا الطوبيس اللي غادي نركب فيه جاي وفرحت لأنني غادي نتخلص من هاذ الموقف المحرج، ولكن الأمر الغريب أنها حتى هي فاش بان ليها الطوبيس مشات بغات تركب فيه. هاذ البلاكة كايوقفو فيها 8 ديال الخطوط مختلفة، ومابان ليها تركب غير في الخط اللي غادي نركب فيه أنا. طلعات هي الأولى الطوبيس ومشات جلست بوحدها، وأنا فاش خلصت الورقة ديالي بديت كانقلب فين نجلس. البلاصة الوحيدة الخاوية فذاك الطوبيس كاملو هي اللي حداها، شفت فيها لقيتها حتى هي كاتشوف فيا، وقلت مع راسي هاذي هي الفرصة المناسبة باش نهضر معاها، جلست حداها وبديت كانفكر كيفاش نبدا الحوار وأش خاصني نقول ليها، ولكن فذيك الأثناء فاش كنت كانفكر، هي حلات الصاك وهزات صناتات البورتابل ديالها وبدات كاتسمع الموسيقى، ماعرفتش واش دارت هاكاك غير بلعاني باش مانهضرش معاها ولا لا، ولكن أنا طلع ليا الدم وقررت أنني مانهضرش معاها.
دازت تقريبا 5 ديال الدقائق، والطوبيس قرب يوصل البلاكة اللي غادي ننزل فيها، شوية وهي توقف وطلبت مني نخليها دوز. أوااااااااااه غادي تنزل في نفس البلاكة اللي غادي ننزل فيها أنا، صافي دابا إيلا نزلت حتى أنا هنا غادي تقول واش غير تابعها. خليتها دوز وقررت أنني نزل في البلاكة اللي من بعد ونرجع للدار بالرجل.

نزلت من الطوبيس في البلاكة اللي من بعد وغادي راجع للدار، الطريق ماشي بعيدة ولكن أنا بغيت نطولها باش مانتلاقاش بيها، بانو ليا الناس واقفين عند مولات المسمن شادين النوبة، وأنا من طبعي ماكانبغيش الزحام وحتى ذيك الماكلة ديال الزنقة ماعنديش معاها أصلا، ولكن دابا أنا غادي نتسنى ونشريه، وإيلا كان شي حد زربان بغا يشري المسمن نعطيه نوبتي ماكاين حتى مشكل، المهم يدوز الوقت.

شريتو وتميت راجع للدار، فاش دخلت للعمارة اللي ساكن فيها شعرت بالراحة لأن هاذ العشية دازو عليا بزاف ديال المواقف المحرجة، قلت فخاطري: وأخيرا غادي ندخل الدار نعمر شي براد ديال أتاي ونرتاح شوية باش نبدا المراجعة.

"لاسنسور" ديال العمارة هاذي 4 أيام وهو خاسر، خاصني نطلع حتال الطابق الثالث فين كانسكون بالرجل. فاش قربت نوصل للدار(بالضبط مابين الطابق الثاني والثالث) هنا كانت الصدمة الكبيرة. هي والله حتى هي، البنت اللي على ودها نزلني الطوبيس بعيد، واللي على ودها طولت الطريق باش مانتلاقاش بيها هاهي واقفة قدامي، ولكن أش جابها لهنا؟ هاذ المرة لابسة بيجامة باللون الوردي وطالعة من الدروج غير بشوية وهازة بورطابل بيدها اليمين وميكة ديال البلاستيك بيدها الشمال. ماشافتنيش لأن التركيز ديالها كلو في البورتابل اللي هازة، لكنها حسات بشي واحد طالع وراغت باش تخليني ندوز. ارتبكت وماعرفت أش ندير، واحد رجلي بغات تطلع تكمل الطريق والأخرى بغات تنزل، هاذ القمقومة خربقاتني هاذ النهار مزيان. ولكن قررت أنني نطلع ونكون شجاع، مالها شكون تكون بالسلامة حتى يوقع ليا معاها هاكا. في نفس اللحظة هي انتبهت وتلفتات ليا، المفاجأة والذهول بانو ليا فعينيها، مافهمات والو حتى هي، وهاذ النوع ديال الصدف قليل بزاف فاش كايوقعو.

خنزرات فيا وهي تقول ليا: "راك عيقتي عليا بزاف هاذ النهار، واش تابعني حتال الدار!!"
حسيت فذيك اللحظة بحالا شي حد كب عليا سطل ديال الماء بارد، ماحملتش راسي، جاتني الرغبة أنني ندور فيها ونغوط عليها ولا نقجها. من بعد كولشي اللي داز عليا يوقع ليا هاكا! ولكن قررت أنني مانهضرش معاها وطلعت بالزربة وحليت الباب ديال الدار، وقبل ماندخل تلفت ليها لقيتها مازال كاتحنزز، شفت فيها شوفة ديال الإستهزاء وسديت الباب.

ذيك الليلة طار عليا النعاس وبقيت كانفكر فيها غير هي، وكانسول راسي أش جات كادير فالعمارة. واش جات دوز الويكاند عند شي حد من عائلتها، ولا جات تحولات مع عائلتتها هنا ولا شنو؟ وفاش كانتفكر الموقف الأخير اللي طرا ليا معاها كانضحك غير بوحدي.
ذاك الأسبوع اللي من بعد ماكانتش القراية في لافاك، وحتى هي مابقاتش بانت ليا، حتال ذاك النهار اللي مشيت ندوز الإمتحان ودخلت المدرج وبانت ليا جالسة بوحدها في اللور.

يوم الإثنين أول يوم من أيام الإمتحانات، الطلبة هاذي شهر وهوما كايراجعو وكايوجدو، أما أنا كيف العادة حتى بقات سيمانة عاد طفات عليا الشمعة، كل صباح كانقول العشية نبدا المراجعة وفاش كاتجي العشية كانتلهى بشي حاجة ونعاود نقول غدا في الصباح نبدا، والوقت كايدوز دغيا. مدة أسبوع ماغاديش تكفيني حتى باش نراجع 2 مواد، فبالأحرى 8 ديال المواد كاملة.
فقت فذاك النهار بكري وعارف راسي ماغادي ندير والو فالإمتحان، ولكن غادي يكون عندي الحق باش ندوز الدورة الإستدراكية خصوصا وأن النتائج كايتعطلو باش يبانو، وغادي يكون عندي الوقت الكافي باش نوجد ليها، غادي فالطريق ديال "لافاك" وكانصبر فراسي بأغنية محمود الإدريسي "مازال مازال مافقدت الأمل مازال".

دخلت المدرج فاش غادي ندوز وكان مازال خاوي شوية، طلعت مع الدروج كانقلب على بلاصة فاش نجلس، فجأة وهي تبان ليا ذيك القمقومة جالسة بوحدها ولكن هاذ المرة لابسة الفولار والجلابة، في الأول معرفتهاش واش هي ولكن فاش حنززت مزيان عرفتها. سبحان الله مبدل الأحوال غير هاذي أسبوع كانت لابسة المزير ومعرية كتافها أما دابا ربي هداها ودارت الزيف، ولكن بقات زوينة كيما شفتها المرة الأولى. واخا طالع مع الدروج بقيت كانشوف فيها وحتى هي بقات كاتشوف فيا بحالا كاتسناني نسلم عليها، وأنا ماعرفتش كيفاش نتصرف فهاذ المواقف، واش نمشي نهضر معاها ولا نشير ليها بيدي ولا شنو، ولكن فنفس ذيك اللحظة جاتني واحد الفكرة. درت راسي بحالا تعكلت فالدروج وكنت غادي نطيح، هزيت راسي وشفت فيها لقيتها كاتضحك وحتى أنا بديت كانضحك، قربت ليها وأنا نقول ليها "عينيك خايبين كانوا غادي يطيحوني"، حسيت بأن ذيك الهضرة خرجات ليا بوحدها بلا مانفكر فيها، وهي تجاوبني بالضحك 'لا لا والله حتى زوينين"، وبدينا كانضحكو وبلا شك حتى هي فذيك اللحظة غادي تكون تفكرات ذاك الموقف اللي وقع لينا في العمارة الأسبوع اللي داز.

خليتها وبغيت نمشي نجلس بوحدي بعيد عليها، لكن هي عيطات عليا وسولاتني:
ـ واش كايبانو ليا الصناتات من تحت الفولار؟
ـ لا ماكيبانوش علاش؟
ـ لا والو غير دايرة مع واحد صاحبتي غادي نعيط ليها بالتليفون ونعطيها الأسئلة باش تخرج ليا الأجوبة من الكتاب، إيلا بغيتي أجي جلس حدايا".
(كان يسحاب ليا هداها الله ودارت الحجاب، ساعا هي دارتو غير باش تنقل)
وكان هذا أول حوار طويل بيني وبينها وتما فاش عرفت أن اسمها نسرين، نسرين اللي غادي يوقع ليا معاها من بعد بزاف ديال الأحداث والمواقف.

كان هاذاك إمتحان ديال "القانون الجنائي"، المادة صعيبة والمقرر ديالها طويل بزاف فيه تقريبا شي 300 صفحة كلهم نصوص قانونية وصعيب باش تبقى عاقل عليهم كاملين، من بعد نصف ساعة باش بدا الإمتحان درت لقيت كولشي شادين فراسهوم وتالفين وحتى أنا بحالهوم ماعرفت منين نبدا، إلا نسرين عمرات الورقة الأولى ديال التحرير كاملة ومازال جالسة كاتكتب، شيء طبيعي مادام أن الأجوبة كاتجيها في التليفون. مادازش بزاف ديال الوقت حتى حسيت بيها كاتنغزني، تلفت لجيهتا لقيتها هازة الورقة ديالها بيديها وماداها ليا.
ـ "عطيني ورقتك وشد الورقة ديالي دغيا، كتب فيها اسمك وسير حطها دابا وخرج".
ـ "اياه وأنت أش غادي ديري؟"
ـ "أنا عندي داكشي مكتوب في الوساخ، غادي نطلب ورقة جديدة نعاود نكتب الأجوبة ونحطها هي الأخيرة باش المصحح مايعيقش بينا."

درت ذاكشي اللي قالت ليا ماطالعا ماطالعا. خرجت بقيت كانتسناها شي ثلث ساعة حدا الباب ديال المدرج حتى خرجات، غير شافتني واقف وهي تبدا تضحك وحتى أنا ماقدرتش نحبس الضحكة لأن الخطة ديالنا نجحات. كانت هاذيك تقريبا العشرة ديال الصباح، عرضت عليها باش نمشيو نفطرو بجوج قبل مايبدا الإمتحان الأخر مع العشرة ونص وقبلت. ماكانش غرضي في الفطور لأنني فطرت مزيان فالدار قبل مانخرج، وإنما كان الهدف ديالي نجلس معاها ونعرف عليها كولشي. دغيا داز الوقت معاها، ولكن قدرت نعرف من خلال الهضرة فاش جلسنا نفطرو أنها قرات فمراكش السنة الأولى والثانية وجات تكمل السنة الثالثة فأكادير من بعد مالقات خدمة فواحد مركز ديال النداء وكاتخدم النهار كامل، داكشي علاش عمرها مابانت ليا في "لافاك"، وأنها كانت كارية مع البنات قبل ماتلح عليها خالتها خديجة ـ اللي ساكنة فنفس الطابق ديال العمارة اللي ساكن فيه أنا ـ باش تجي تسكن معاها وتونسها، هاذ خديجة فرملية كانت مزوجة وطلقت وساكنة بوحدها، والجيران كاملين عارفينها خارجة الطريق وكاتجي بزاف ديال المرات سكرانة للدار، ولكن أنا كاتبان ليا ظريفة وعمرها ماجبدت الصداع مع شي حد، وديما فاش كاتلقاني واقف كانتسنى الطوبيس كاتوصلني معاها فطموبيلتها.

دخلت أنا ونسرين المدرج باش ندوزو الإمتحان الثاني وعاودنا نفس الطريقة اللي درناها في الإمتحان الأول، وكررناها في جميع الإمتحانات اللي من بعد. فذاك الأسبوع ديال الإمتحان ولينا قرابين بزاف لبعضياتنا، كانمشيو لافاك بجوج ونرجعو بجوج، خديت عندها نمرة التليفون ديالها ودخلتها عندي الفايسبوك وكنا كانهضرو ديما وولفنا بعضياتنا بزاف، حتال واحد النهار عيطات عليا في التليفون وسولاتني واش كانعرف نبدل الكود ديال الويفي، جاوبتها قلت ليها أه كانعرف وهي تطلب مني ندوز عندها للدار نبدلو ليها قبل ماتجي خالتها من الخدمة.

مشيت قدام المرايا قاديت حالتي بالزربة وخرجت قدام الدار باش نعيط عليها، غير سونيت على الرقم ديالها وهي تحل الباب قبل ماتجاوب على المكالمة، بان ليا غير راسها من الباب ولوحات ليا بيديها باش ندخل دغيا قبل مايشوفنا شي حد من الجيران، وذاكشي اللي درت. دخلت حادر راسي بحالا داير شي جريمة وسدات الباب من وراها. درت ومديت ليها يدي كيما كاندير ديما باش نسلم عليها، وهي تقول ليا "واش حنا غادي نبقاو ديما كانتسالمو غير باليدين"، وهي تبوسني فحناكي بجوج، وطلبات مني أنني نتبعها للبيت ديالها باش نبدل ليها الكود ديال الويفي، لأنها على حساب ما قالت الأنترنيت ديالها ولات ضعيفة بزاف وشكت بأن شي حد أخر عارف الكود وكايتكونيكتا بالويفي ديالها. دخلت أنا وياها البيت وبدلت ليها الكود بالزربة ومشيت لجيهة ديال الباب بغيت نخرج فحالي، ولكن هي قبطتاتني من يدي وطلبات مني باش نجلس معاها وندوز معاها العشية، قلت ليها لا مايمكنش لأنه كيف والو تجي خالتها من الخدمة وتلقاني في الدار. واخا خالتها خارجة الطريق وكاتبدل الرجال كيما كاتبدل حوايجها وسكايرية، ولكن ماغاديش تبغي تشوف راجل فدارها وجالس مع بنت أختها.

بدات كاضحك وقالت ليا أن خالتها مشات البارح لتركيا باش دوز "الكونجي" ديالها وغادي تبقى تما أسبوع قبل ماتجي. ترددت وماعرفت ماندير، واش ندير السبة بشي حاجة ونخرج فحالي ولا نبقى معاها. وباش زادت خربقاتني وتلفاتني أكثر فاش شافتني متردد أنها قالت ليا "فوزي أنا ماكانمانعش ندير معاك علاقة". فعلا هي كاتعجبني وولفنا بعضياتنا بزاف فذاك الأسبوع ديال الإمتحانات، ولكن الهضرة ديالنا كانت غير على القراية وعمرني ماجبدت ليها ولا جبدات ليا هي موضوع ديال التصاحيب، ذاكشي علاش فاش قالت ليا ذيك الهضرة تبلوكيت وماعرفت مانقول ليها، وحتى هي بقات ساكتة وبقات كاتسناني نهضر ولكن ماقلت والو، وهي باش تكسر الصمت طلبت مني أنني نجلس في الصالون ونتسناها حتى تجيب العصير من الثلاجة وذاكشي اللي كان.

جلست وشعلت التلفزة وبقيت كانتسنى فيها، قال ليا راسي فذيك اللحظة أنني نحل الباب ونخرج فحالي، ولكن خفت تقول هذا غير خواف، ذاكشي علاش بقيت جالس، وبقيت كانفكر فذاكشي اللي قالت ليا وذاكشي اللي خاصني نقول ليها فاش تجي. دازت تقريبا 10 ديال الدقائق وأنا نعيط عليها، وقالت ليا أنها غادي تجي دابا. وفعلا جات دافعة طبلة فيها العصير والحلوى، ولكن هاذ المرة بدلات حوايجها ولبسات شورت قصير بزاف، وواحد "ديباردور" معيق شوية، وحتى وجهها كثرات ليه الماكياج، "الماسكارا" و"الأي لاينر" وحتى العدسات زرقين دارتهوم فعينيها، وريحة "كوكو شانيل" اللي كاتعجبني حتى هي عاطية ريحتها. تايقولو الرجال كايعجبهوم الجمال الطبيعي وماكيحملوش البنت اللي كاتكثر الماكياج، أنا ماشي بحالهوم وكانموت في البنات اللي كايديروه. غير شفتها وأنا نتلف وحتى الهضرة اللي حفظتها فاش كنت جالس كانتسنى فيها مابغاتش تخرج ليا.

كاتكب ليا في العصير وهي واقفة مايلة قبالتي، وحسيت بأن ذيك الثواني القليلة طويلة ومابغاتش تسالي، ماعرفتش أش خاصني نقول ولا ندير قدام هاذ الموقف، بقات واقفة وكاتشوف فيا وكاتضحك بواحد الطريقة فشي شكل، وغير المكلخ اللي ماغاديش يفهم أش كاتقصد بذوك الحركات. ماشعرتش براسي حتى شديتها من يديها بشوية وجلستها حدايا، وحتى هي طاوعاتني وجات جلست حدايا ودارت راسها بحالا حشمانة. نسيت مانقوليكوم أنني عندي هوس من الأمراض المنقولة جنسيا، إيلا كانوا بعض الناس عندهم فوبيا من الأماكن العالية أو البلايص الضيقة، فأنا الخوف ديالي الوحيد من فاش كنت صغير هو الأمراض المنقولة جنسيا وبالأخص السيدا.

فاش سالينا لبسنا حوايجنا وكل واحد حشمان من الأخر لأن العلاقة ديالنا من قبل كانت غير علاقة صداقة حتى وقع اللي وقع دابا، نضت بغيت نرجع فحالي وتبعاتني باش تسد من ورايا الباب، وقبل ماتسدو قالت ليا "شكرا". ذيك شكرا ديالها صدماتني وجرحاتني، فهمت من خلالها أنها غير دوزات بيا الوقت وصافي وماكاتبادلنيش نفس المشاعر، ماجاوبتهاش ودخلت للدار. فذيك الليلة رجعت السينتة اللور وبديت كانفكر فذاكشي اللي وقع، وعرفت الخطأ الكبير اللي درتو مع نسرين، كيفاش درت أنا الثقة فوحدة ماعندهاش العذرية، علم الله شحال من واحد دارت معاه بحال هاكا، وماشي بعيد حتى هاذوك العلاقات ديالها اللي من قبل ماكانتش محمية.

فذوك جوج الأسابيع اللي من بعد طفيت التليفون ديالي وسديت الفايسبوك، وحتى فاش كانكون طالع مع الدروج ديال العمارة كانطلع بالجرى باش مانتلاقاش معاها. حاولت نشغل راسي بشي حاجة ومانخليش ذوك الهواجس والخوف من الأمراض الجنسية تسيطر عليا، بديت كانمشي للبحر أنا والدراري صحابي في الصباح، وفي العشية كانمشيو "لاسال" مجموعين كانترينو. كل شيء كان طبيعي حتى لواحد الليلة جاتني الفيقة مع الربعة ديال الصباح ولحمي كلو كاياكلني. نضت من بلاصتي مخلوع ومشيت كانجري للحمام ولحمي كلو كاياكلني، شفت راسي في المرايا بانو ليا عيني حمرين. صافي ذيك الساعة شديت فراسي وجاتني الدوخة، ورجعت لبلاصتي وبقيت غير كانفكر. طار عليا النعاس ذيك الليلة وجاني عاوتاني الوسواس أنني نكون لصق فيا شي مرض جنسي من هاذيك القمقومة ديال نسرين. ماقدرتش نتسنى حتى يطلع الصباح ومشيت كانقلب على تليفوني، غير شعلتو جاوني بزاف ديال الميساجات دقة وحدة كانوا تصيفطو فذيك الفترة اللي كنت طافيه فيها، ومن بين هاذوك الميساجات لقيت واحد الميساج خلعني ودار فيا الذعر واخا يقدر يبان للبعض أنه ميساج عادي.

لقيت نسرين مسيفطا ليا ميساج مكتوب فيه "فوزي بغيت نقول ليك شي كلام مهم بزاف" وطلبت مني أنني نتصل بيها. إينا كلام مهم بغات تقول ليا هاذي؟ أول حاجة جاتني فبالي أن نسرين بغات تصارحني بأن فيها السيدا أو شي مرض أخر، حاولت نتصل بيها فذيك الساعة المتأخرة من الليل لكن لقيت التليفون ديالها طافي. بقيت كانفكر ونفكر حتى ماشعرتش براسي حتى داني النعاس وجاتني ذيك الليلة بزاف ديال الكوابيس والأحلام الخايبة. فقت في الصباح مابقاتش فيا ذيك الحكة اللي كانت البارح، لكن حسيت بعظامي ثقال وحلاقمي كايضروني وفيا شوية ديال الدوخة، درت الميزان ديال الحرارة لقيت فيا °38.5، شربت واحد الدواء باش تهبط ليا الحرارة وعاودت عيطت لنسرين لكن ديما التليفون ديالها طافي. فاش حسيت براسي شوية بديت كانقلب في الأنترنيت على أعراض مرض السيدا، في الأول لقيت بأن الأعراض ديالها ماكيبانو حتى كايدوزو سنوات من وراء الإصابة بيها، ولكن فاش بقيت كانقلب مزيان لقيت بأن كاينة مرحلة سميتها العدوى الأولية "Primo infection VIH" وكاتبان من بعد 2 حتال 6 الأسابيع الأولى من وراء العدوى، وتصدمت فاش قريت أن الأعراض ديالها هي نفسها الأعراض اللي كاينة فيا دابا.

ماقدرتش باقي مازال نصبر، حاولت نعيط على نسرين مرة أخيرة لقيت تليفونها طافي، وفكرت أنني ندوز عندها للدار ولكن شفت الطوموبيلا ديال خالتها تحت العمارة ومازعمتش ندق عليها، وربما حتى نسرين غادي تكون في الخدمة. لبست حوايجي وخذيت طاكسي مباشرة لمركز النداء اللي خدامة فيه، كانت الساعة تقريبا 11 ونصف فاش وصلت تما، سولت حارس العمارة عليها قاليا ماكايعرفهاش ولكن كولشي اللي خدامين غادي يخرجو مع 12. بانت ليا واحد القهوة مقابلة مع العمارة فين خدامة ومشيت جلست فيها، دازت تقريبا ثلث ساعة وهي تبان ليا خارجة من الباب مع شي بنات. نضت بحال الأحمق كانجري ومشيت جريتها من يديها بجهد حتى تخلعات واحد البنت كانت غادية معاها، وقلت ليها أنني باغي نهضر معاك. ديتها للقهوة اللي كنت مريح فيها، لقيت "السرباي" كايمسح الطبلة ديال واحد السيد كان جالس حدايا، قاليا السرباي أنني ضربت ليه طبلتو بلا مانشعر وتخوات القهوة، وطلبت منو يعطيه قهوة أخرى على حسابي. مازال كاع ماجلست فوق الكرسي وأنا نسول نسرين: "قولي ليا واش فيك السيدا؟". ماجاوباتنيش وبقات ساكتة وكاتشوف فيا، وحسيت بذوك الثواني أنهم الأطول فحياتي كاملها.

بقات ساكتة ماجاوباتنيش وأنا كانتسناها تهضر تقول أي حاجة المهم تدوي، شافت فيا لقاتني مخرج فيها عيني وطالع ليا الدم وبدات كاتضحك عليا: "واش جيتي عندي حتال هنا باش تسولني واش فيا السيدا ولا لا، إيوا أسيدي هني راسك مافيا والو". سولتها عاوتاني واش هي متأكدة جاوباتني قالت ليا آه، وأنها دارت "ديبيستاج" ديال السيدا هاذي شهرين والنتيجة كانت مزيانة، وأن الورقة مازال عندها وممكن تعطيها ليا فاش ترجع للدار. فاش تمينا طالعين مع الدروج عاودت ذكرتها باش تجيب ليا نتيجة التحليلة، وقلت ليها غادي نتسناك حدا الباب حتى تجيبيها ليا. وذاكشي اللي كان دخلات للدار وجات هازاها، خطفتها ليها من يدها قبل ماتمدها ليا، حليت الجوا اللي كانت فيه وهزيت الورقة اللي وسط منو ولقيت أن التحليلة مزيانة، واخا لاحظت أنها مافيهاش الإسم ديال صاحب التحليلة. سولتها على السبب قالت ليا أنها دارتها في سبيطار عمومي وأن الفحص تايكون سري بلا اسم. وماتصوروش شحال فرحت ذيك الساعة، ولكن الفرحة للأسف ماطولاتش بزاف.

ذيك الليلة عاوتاني جاتني الحكة في الليل وماخلاتنيش ننعس مزيان، وفي الصباح رجعات ليا السخانة. لبست حوايجي وقررت نمشي عند عيادة دكتور في الطب العام اللي كاين حدانا، واللي عاودت ليه القصة كولشي، خرج ليا شي دواء باش نهبط الحرارة وشي تحاليل باش نديرهوم.
سولتو: ديالاش هاذ التحاليل أدكتور؟
جاوبني: هاذو تحاليل خاصك ديرهوم ديال السيدا، والنوار.
السيدا!؟ ناري شحال مرعبة هاذ السمية السيدا.
مشيت الصيدلية شريت الدواء وشربتو وحسيت براسي لاباس، وجلست في الدار بقيت كانفكر فذوك التحاليل واش نديرهوم ولا لا. مادام أن نسرين مافيها والو وشفت التحليلة ديالها بعيني علاش غادي نبرزت راسي، ولكن أش ضمني أن ذيك النتيجة ديالها بعدا وهي مافيهاش السمية. بقيت كانفكر ونسول راسي حتى سونا البورطابل. الدراري صحابي غادين البحر وعيطو عليا بغاوني نمشي معاهوم، وواخا أنا ماشي "أون فورم" ولكن بغيت نمشي ونشغل راسي بشي حاجة مانبقاش نفكر فهاذ الموضوع اللي غادي يحمقني.

أنا والدراري صحابي نشطنا ذيك العشية مزيان، عمنا ولعبنا وماخلينا مادرنا. مع جوايه ذيك الخمسة قررنا أننا نرجعو فحالنا والدراري ماخلاو حتى بنت في الطريق بلا مايعاكسوها. فاش وصلنا بلاصة ديال الطاكسيات باش نركبو، بانت لينا واحد الشاحنة كبيرة ديال وزارة الصحة واقفة في وسط الساحة ديال الطاكسيات، ودايرين لافتة كبيرة بأنهم كايديرو فحوصات مجانية ديال السيدا وأن النتيجة كاتكون بعد 10 ديال الدقائق. ناري واش ماغاديش نتهنا أنا من هاذ الموضوع. نقز واحد القمقوم معانا وهو يقترح أننا نمشيو نديرو "الديبستاج" مجموعين، كولشي عجباتو الفكرة إلا أنا، درت السبة أن الساعة قربات توصل الستة والناس غادي يخرجو من الخدمة والمدارس وماغاديش نلقاو الطاكسيات. هوما بداو يضحكو وقالوا ليا "يا إيما فيك السيدا ولا مخلوع وحدة من الجوج". بززت على راسي وبديت كانضحك حتى أنا واخا أنا في الداخل ديالي شاداني القفقافة، وقلت ليهوم صافي واخا حتى أنا غادي نديرو معاكوم.

درنا الصف قدام "الكاميو" وبقينا كانتسناو، فاش جات نوبتي طلعت وجلست فوق واحد الكرسي، طلبات مني الفرملية نمد ليها صبعي، عطيتو ليها وهي تقرصني بواحد الألة دايرة بحال الستيلو كاتجر الدم. حيدات "الليجات" وهي تعطيني ورقة فيها رقم وقالت ليا نتسنى على برا. بقينا واقفين كانتسناو على برا أنا والدراري صحابي، كولشي ناشط إلا أنا كانفكر وشاداني الخلعة. دازت ربع ساعة وخرجات عندنا ذيك الفرملية وقالت لينا: "النتائج واجدين، دخلو واحد واحد بالنظام عافاكوم". دخل واحد الدري صاحبي وخرج فرحان وتبعو الثاني والثالث والرابع مجموعين، بقيت غير أنا وواحد الدري أخر. حسيت بقلبي كايضرب والأرض كاتدور قدامي وماعرفت ماندير. طلبت من ذاك الدري أنه يدخل يشوف النتيجة ديالو هو الأول ومشى. قررت ذيك الساعة أنني نهرب، تلفت لقيت صحابي مازال ماخرجو من "الكاميو" وبديت كانتسلت غير بشوية، ساعا واحد منهم شافني وبدا تايغوط: "أفين غادي أهيا؟". غير سمعتو وأنا نبدا نجري وهوما تابعيني كاملين من اللور بالجرى كايضحكو وكايغوتو: "شدوه شدوه راه فيه السيدا".

بقيت كانجري بلا عقل حتى عييت من الجرى، وقفت باش نسترجع الأنفاس ديالي، بان ليا واحد مول الحانوت مشيت شريت قرعة ديال الماء شربتها كاملة فدقة وحدة، وشديت طاكسي ورجعت للدار. دخلت مشيت مباشرة تكونيكتيت كانقلب في الأنترنيت عاوتاني على مرض السيدا، وقريت أن الفحص ديالو خاصو يكون من بعد 3 شهور باش تكون النتيجة مؤكدة %100. دازو شي يامات مشيت عند طبيب أخر اختصاصي، وحتى هو عطاني نفس التحاليل اللي عطاها ليا الطبيب الأول، غير هو قاليا نديرهوم من بعد 3 أشهر، ولكن أنا مستحيل نصبر 3 أشهر كاملة باش نعرف، غادي نتسطا ولا نحماق.
عيطت على نسرين وطلبتها بحال شي دري صغير أنها تمشي تدير التحاليل في المختبر، فالأول رفضت ولكن بقيت كانطلب فيها حتى وافقات، مشيت معاها المختبر، دارت التحليلة اللي خلصت عليها 250 درهم وكانت مزيانة، فرحت بزاف ذاك النهار. ولكن فاش دازو شي يامات من بعد بدا كايدخلني الشك عاوتاني وبديت كانقول مع راسي: أش ضمني أنها ماتصابتش بالسيدا فذيك الفترة ديال 3 أشهر قبل مايوقع ذاكشي بيناتنا. وقررت أنني نمشي ندير التحليلة حتى أنا ونشوف النتيجة واخا مازال ماكملاتش المدة اللي قال ليا عليها الطبيب، على الأقل باش نرتاح شوية نفسيا. وذاكشي اللي كان، مشيت لنفس المختبر اللي ديت ليه نسرين ودرت التحليلة في الصباح وطلبو مني نجي نتسلم النتيجة في العشية مع الساعة الخامسة.

رجعت عندهم في العشية، كان المختبر فيه الزحام والناس واقفين، ها اللي داير تحليلة ديال الكبدة، ها اللي دايرها على فقر الدم، كايعطيو الناس التواصيل ، والبنت اللي خدامة تما كاتقلب ليهوم على التحليلة ديالهوم وسط الوراق اللي كانوا في المكتب ديالها وكاتعطيها ليهوم، ولكن أنا فاش جاتني النوبة ومن بعد ماعطيت ليها التوصيل، بقات كاتشوف فيا شحال، وهزات التليفون وماعرفت لمن عيطات سولاتهوم على رقم التوصيل ديالي، حطات التليفون وطلبات مني باش نتسنى. تفكرت أنني قريت في الأنترنيت أن النتيجة فاش كاتكون خايبة كايسلمها الطبيب اللي تايكون في المختبر ماشي هاذيك اللي كاتكون في الإستقبال. حسيت برجلي خواو ماقدرتش باقي نوقف، علاش أنا بوحدي من بين هاذو كاملين اللي طلبت مني نتسنى، واش على هفوة وحدة مني غادي نودي عليها الثمن.

دازت تقريبا 5 ديال الدقايق وهي تبان ليا جايا وهازة فيديها ورقة، حسيت بقلبي كايضرب بحالا بغى يخرج من بلاصتو، فكرت أنني نهرب كيما هربت ذيك المرة فاش كنت مع الدراري صحابي، ولكن شحال قدني نبقى هربان. بقيت كانشوف فيها ونتسناها تقول شي حاجة، بغيت نسولها حسيت بفمي ناشف ومابغاش يتحل، غير جلسات فوق الكرسي وهي تقول ليا: "سمح لينا عطلناك، راه كانوا مازال ماجابوش لينا التحاليل". فاش قالت ذيك "سمح لينا" حسيت بأن الوقت توقف مابقيتش كانحس بالناس اللي كانوا حدايا، سولتها وأنا كانتسنى الصدمة: "واش التحليلة مزيانة؟"، جاوبتني قالت ليا "آه مزيانة". عطيت ليها 300 درهم وهزيت الجوا فتحتو وتميت خارج، بانت ليا كلمة "NEGATIF" مكتوبة كبيرة وحسيت براسي بحالا تولدت من جديد، سمعتها كاتعيط عليا من اللور باش ترد عليا 50 درهم، هزيت ليها يدي زعما غير خليها عندك واخا ماكانش معايا حتى الفلوس باش نشد طاكسي ولا طوبيس نرجع الدار، بقيت غادي وكانشوف فذيك الورقة ونحطها فالجوا ونعاود نخرجها عاوتاني ونشوف فيها، رجعت للدار بالرجل ونعست ذيك الليلة مزيان بلا حكة بلا كوابيس.

التحليلة اللي درت مزيانة ولكن خاصني نعاودها بعد شهر ونصف باش تكون نهائية ومؤكدة، وفي نفس الوقت مابقيتش كانشغل راسي بذاك الموضوع. نسرين مابقاتش ساكنة مع خالتها مشات رجعات تسكن مع البنات صحاباتها، وأنا وليت كانعس مزيان ومابقاتش الحكة كاتفيقني في الليل. كل شيء كان طبيعي وغادي مزيان حتال ذاك النهار اللي كنت جالس فيه مع الدراري صحابي وسمعت منهم شي هضرة خلعاتني.

واحد الدري كان جالس معانا في القهوة بدى كايعاود لينا على واحد الدري صاحبو كايعرف شي بنت فيها السيدا ورغم ذلك كاتخرج مع الدراري وكاتبات معاهوم، سولتو أنا وباش عرف صاحبك أن فيها السيدا، قاليا بأن صاحبو فرملي خدام في قسم الأمراض المعدية بمستشفى الحسن الثاني، وأنها كاتجي كل 3 أشهر باش تاخذ الدواء اللي يخلي المرض ماينتاشرش بالزربة في الجسم ديالها. سولتو واش كايعرف سميتها ولا فين كاتسكن، بقا كايفكر شحال وجاوبني: "راه سولتو على السمية، ولكن مابقيتش عاقل بالضبط، واقيلا سميتها فاتين ولا معرفت نرمين ولا ماعرفت أش ذيك السمية عندها".

غير قال هاذ الهضرة وأنا نوض مفزوع من بلاصتي، صافي هاذي ماغادي تكون غير نسرين مافيهاش، مشيت كانجري للدار وأنا نعيط ليها، بقى التليفون كايصوني شحال مابغاتش تجاوبني، وأنا نعاود نعيط وبقيت ذيك العشية كاملة وأنا نعيط ووالو. دخلت للفايسبوك بانت ليا "أون لاين"، بغيت نسبها بغيت نعايرها ولكن فأخر المطاف تمالكت الأعصاب ديالي وسولتها علاش مابغاتش تجاوب، قالت ليا "واراك مرضتيني بذاك الموضوع ديالك، واش ماعندك حتى هضرة أخرى من غير السيدا..." خليتها مازال كاتكتب وأنا نسولها "واش متأكدة مافيكش السيدا؟".

بنت الحرام بلوكاتني في الفايسبوك، حاولت نعيط عليها في التليفون لقيتها طفاتو. جاتني الحكة عاوتاني وماخلاتنيش ننعس الليل كامل، كنت كانحاول نقنع راسي أنها كاتجيني غير فاش كانكون متوثر وأن ماعندها حتى علاقة بالمرض اللي أنا خايف منو لكن ماقدرتش نصبر مازال.

في الغد ليه مشيت عاوتاني المختبر عاودت التحليلة، ووليت في كل أسبوع وبعض المرات فكل 5 أيام كانعاودها، فاش كاتطلع مزيانة كانرجع مرتاح للدار وكاتبان ليا الحياة زوينة، ولكن فاش كايدوزو شي 3 أيام ولا 4 كاتجيني نفس الهواجس عاوتاني ونمشي نجري المختبر نعاود نديرها، لدرجة أنني وليت عارف أسماء جميع البنات والدراري اللي خدامين تما. وليت كانحس أن مشكلتي الحقيقية ولات هي الوسواس والمرض النفسي ماشي المرض العضوي. مشيت عند طبيب نفسي، كنت باغي نعاود ليه كولشي ويتصنت ليا لأن هاذ المشكلة مانقدر نعاودها لحتى حد من صحابي ولا عائلتي، ساعا مابقيت عندو حتى 5 الدقائق وخرج لي شي أدوية ديال الأعصاب وقاليا بالسلامة.
فهاذ المدة خسرت بزاف ديال الفلوس حتى مابقى ليا منها والو، كنت مخبي 5000 درهم باش ندوز الصيف ونسافر للشمال، ساعا مشات كاملة في التحاليل والأطبة والأدوية، ولكن ديما كانصبر راسي ونقول اللهم تجي الدقة فالفلوس ولا تجي في الصحة، وبقيت كل يوم نتسنى إيمتا يجي الثلاثاء باش ندير الفحص الأخير النهائي ونرتاح بصفة نهائية.

فاش جا الثلاثاء تقادات ليا كاع الفلوس اللي كانت عندي، مشيت لواحد الجمعية ديال محاربة السيدا واللي كادير فحوصات مجانية كل يوم ثلاثاء وجمعة وكاتعطي دروس للوقاية من السيدا للنساء ممتهنات الدعارة. فذاك النهار شفت شي مواقف اللي غيرو ليا حياتي كاملة، شفت عيالات كبارات في السن وشابات في عمر الزهور مراضات بالسيدا كايجيو للجمعية كاياخذو الدواء، شفت أنهم واخا مصابات بالسيدا مازال كايجيوهوم التليفونات من عند الزبائن وكايديرو معاهوم الوقت فاش يتلاقاو. ولكن شفت موقف أخر وقع فذاك النهار واللي فاش كايجيني دابا فبالي كانتفكرو بأدق التفاصيل بحالا يالاه وقع ليا غير البارح.

فاش خدات ليا واحد الفرملية متطوعة الدم، عطاتني رقم وجلست فصالة الإنتظار مع شي دراري وشي بنات قدي في السن كانتسناو الطبيب اللي بدورو متطوع في الجمعية باش يجي ويعطينا النتائج، ومازال كانعقل أن الرقم اللي كان عندي هو 11. فاش جا الطبيب بداو كايدخلو عندو حسب ترتيب الأرقام، واللي دخل عندو كيبقا غير دقيقة ولا جوج وكايخرج، شوية جات النوبة فواحد المرأة حاملة ودخلت عند الطبيب المكتب ديالو، وتعطلات عندو بزاف، وأنا بدا كايصيبني التوثر والخوف. دازت تقريبا ربع ساعة وأنا نسمع الباب تحل، تلفت شفت ذيك المرأة خارجة وعينيها حمرين بحالا كانت كاتبكي، سدات الباب وتمشات 3 الخطوات وهي تطيح سخفانة وبدات كاتغوط: "أميمتي خرجت على راسي وعلى هذا اللي فكرشي". كولشي بدا كايشوف فالأخر، وشي بنات كانوا جالسين معانا بداو كايبكيو، وحتى أنا براسي حسيت بالبكية ذيك الساعة ولكن حبستها فيا. خرج الطبيب كايجري وعاونوه شي بنات هزوها وداوها وواحد البيت أخر ورجع هو للمكتب ديالو.

ماقدرتش نبقى نتسنى مازال واخا ماوصلاتنيش النوبة، ناضت واحد البنت بغات تدخل تشوف النتيجة ديالها وأنا ندفعها، عرفت أنه تصرف غير لائق ولكن ماشعرتش براسي ذيك الساعة، دخلت عند الطبيب عطيتو رقمي وعطاني ورقتي وكانت التحليلة مزيانة، خرجت ولكن بقيت متأثر بذاكشي اللي وقع لذيك المرأة مسكينة، وأن ذاك الموقف كان حتى أنا يمكن كان يوقع ليا. بان ليا واحد الكرسي ديال واحد الحديقة قريبة وجلست فيه وبقيت كانبكي، حسيت بحالا ذاك البكاء اللي مابكيتوش شحال من عام هاذا خرج كولو اليوم.

دازت دابا عامين على هاذ القصة، نسرين تزوجات وطلقات ورجعت تسكن معا خالتها، ولينا كانتلقاو مرة مرة صدفة فالدروج حتى السلام مابقينا نقولوها. شديت الإجازة ديالي ودابا أنا موظف في القطاع العام. بزاف ديال البنات اللي كانوا كايرفضو حتى يخرجوا معايا فاش كنت كانقرا بديت كانحس بيهوم دابا كايتلصقو، مابقيت كانديها فحتى وحدة واخا تايقولوا عليا معقد، ولكن معذورين مادازش عليهوم حتى ربع ذاكشي اللي داز عليا.

هاذي هي تجربتي واللي علماتني بزاف ديال الحوايج، علماتني أن الدنيا غدارة تقدر تقلب عليك فأي وقت، أن الناس اللي كانوا عزاز فحياتك يقدر يجي شي نهار يغيبوا منها بحالا عمرهوم ماكانوا، أن الدنيا عند بزاف ديال الناس مبنية على المظاهر الخداعة وعلى الكماليات، تعلمت أن راحة البال هي أهم من جميع الماديات، والأهم من هذا كلو عرفت أن الله عمرو ماكايتخلى على العباد ديالو وكايعطيهوم دائما فرصة باش يصححوا الأخطاء ديالهوم ويتوبوا ويرجعوا ليه.

النهاية

هنا يمكنك وضع نبدة هنك

شارك هدا

المزيد من المواضيع